
جمعية بادرة بذور الحضارة تروم من خلال أنشطتها زرع روح المسؤولية في نفوس الشباب والأطفال , ذلك لأنها تدرك تمام الإدراك , أنه لا يستقيم رهان النهضة والتنمية التي ينشدها مجتمعنا ، إلا من خلال الوعي التام والإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد لأن يصبح فاعلا حقيقيا ومساهما في مسلسل التنمية . ففي رأيها ان الوطن ليس في حاجة الى مزيد من جمعيات الإحسان أوالجمعيات الرياضية وغيرها , بقدر ما هو في حاجة الى مبادرات تحفز الأطفال والشباب على الأخذ بأسباب الوعي واستشعار خطورة الوضع الإجتماعي في مجتمع أصبح فيه الكتاب فاقدا للمعنى ، وأضحى فيه الطفل والشاب أسرى لتكنولوجيات الاتصال من هواتف ولوحات الكترونية وغيرها

ووعيا منها بأهمية الكتاب في تاريخ الأمم ودوره في تشكيل حضاراتها, تقوم جمعيتنا *بادرة بذور الحضارة * بمحاولة زرع احدى هذه البذور في نفوس الأطفال من خلال برنامجها أو ورشتها غوتنبورغ GUTENBERG . وهي ورشة يتعلم فيها الطفل صناعة الكتب انطلاقا من تدوير بقايا الورق المستعمل لصناعة أوراق صالحة تشكل فيما بعد صفحات كتابه أو قصته التي قام برسم كل رسوماتها وخط كل كلماتها وعباراتها . فيشارك الطفل بكتابه في مسابقة مع أقرانه لينال بعدها جائزة عرفانا بصنيعه الجميل وتحفيزا له في الاستمرار. فتترسخ في ذهنه قيمة الكتاب ويطمح الى تأليف قصص أخرى الشيء الذي لا يمكن أن يتم الا عبر الركون الى القراءة والمطالعة لاكتساب تراكم معرفي كافي يستطيع من خلاله تشييد أفكاره التي ستكون فيما بعد دعائم كتابه أو مؤلفه المستقبلي.
هذا فقط جانب من جوانب أنشطة جمعية بادرة بذور الحضارة للتنمية البشرية وتقديم الخدمات المواطنين . كما أن الشبان أيضا يدخلون في نطاق استهداف واهتمامات الجمعية من خلال مشاريع وتكاوين أخرى ، مثل تكوين مؤطين للأطفال في المخيمات ومساعدتهم على اكتساب مهارات وبيداغوجيات التعامل مع الأطفال . وتنظيم ورشات ومسابقات ثقافية تتماشى مع ميولات شباب اليوم تستخدم فيها تقنيات وأدوات حديثة كألعاب الفيديو وغيرها . مما يسترعي اهتمام الشبان , لكنها توظف في إطار ثقافي تعليمي . كما أن من مشاريعنا خلق نادي ثقافي يجتمع فيه الشباب لإرتشاف كوب من القهوة في جو ثقافي من مسابقات السكرابل والشطرنج وغيرها , يتيح لهم تعلم معنى الإنضباط للقوانين واحترام الآخر، وإعطاء مفهوم جديد وقيمة إيجابية لمجال النوادي والمقاهي بعيدا عن دخان السجائر والمخدرات وغيرها...
رغم أن الوعي بثقافة المجتمع المدني كشريك وفاعل حقيقي في المسلسل التنموي أصبح سائدا في المجتمع المغربي الا أننا نسجل ملاحظتنا ورأينا ان الوطن ليس بحاجة الى المزيد من جمعيات الاحسان العمومي أو جمعيات الأنشطة الرياضية بقدر ما هو في أمس الحاجة الى الفعل الثقافي والتعليمي والى مبادرات تعمل على تحفيز الأطفال والشباب على الأخذ بأسباب الوعي واستشعار خطورة الوضع الاجتماعي المائل الى الخمول والرافض للمبادرة ثم ادراك الشرط التنموي الكامن في المشاركة في الفعل والبناء في وقت أصبح فيه الكتاب فاقدا لمكانته ومكانه ضمن وسائل التربية والتثقيف في زمن التكنولوجيات الحديثة والمتجددة من هواتف ولوحات الكترونية

البعد الحضاري لورشة غوتنبورغ
توفر الورشة للمستفيد جولة تاريخية لبداية الكتاب والطبع والنشر في العصور السابقة وكذا تشبيع معارفه بالدور المهم الذي يلعبه الكتاب في بروز الحضارات.
والاشارة على أنه السبب في التطور التكنولوجي الحديث وأيضا لا يمكن إنشاء أو استمرار حضارة ما بدون الكتاب. علما أن الحضارة الاسلامية من أقطابها الكتاب العظيم (القرآن الكريم) وكذا السيرة النبوية ثم تجميعها وطبعها في كتب ونشرها أيضا، و طاملا الكتاب كان عنصرا أساسيا للرقي بالمجتمع المغربي
فكيف لنا أن لا نسرع بتلقين أطفالنا حب وإحترام الكتاب بشكل أكرث فعالية بعيدا عن الالات الالكترونية ؟
في محمل الجد، توفر الورشة فضاء مثيرا ومثمرا لتعليم المستفيد والمدرب. ممها كان عمره أو جنسه. لا سيام ورشة كوتنربك تأتي كخطوة تمهيدية من أجل مسابقة 100 كتاب في مكتبتي.
البعد الاجتماعي لورشة غوتنبورغ
البعد الاجتماعي التربوي لورشة غوتنبورغ
إنطلاقا من الأخلاق الإجتماعية المغربية فإن عدد كبير من أولياء الأمور لا يزال مستعدا لدفع أبنائهم لتعلم حرفة بطريقة تقليدية، رغبة منهم في تلقينهم مبدأ الورشة "معلم ومتعلم" وكذا تحفيزهم على استثامر مهاراتهم اليدوية في أشياء مفيدة ومربحة،وبالتالي إشباع معارفهم العامة والحفاظ على الأخلاق الحرفية والاحترام المهني من أجل استمرار القيم الاجتماعية المغربية.
تعتمد ورشة "كوتنربك" على هذا المبدأ في البرنامج المقدم، حيث أهداف ورشة "كوتنربك" نقل حرف تأليف وصناعة الكتب بطريقة تقليدية أساسها تشبيع معارفهم بتاريخ الكتاب وصناعاته، وتطورها عبر العصور وكيفية الحفاظ على الطرق التقليدية بحكم صداقتها مع البيئة.
من هذه النقطة تقرتح جمعية بادرة بذور الحضارة في هذا المجال هي على وجه التحديد إعطاء المواطنين وسيلة لكسب العيش الكريم، وكذا يسهل خدمة الدعم .الثقافي والاجتامعي للمواطنين.
البعد الاجتماعي الحرفي لورشة غوتنبورغ
يلتزم المدربون بالحث على الصرامة والإنضباط في تعليم المتدربين على أنها من أولويات عمل ورشة حرفية تقليدية :
- احرتام النفس.
- احرتام (المعلم ) المؤطر.
- احرتام المجتمع الذي سيشارك في مردوده مستقبلا.
- القدرات الشخصية.
عندما تتوفر هذه الشروط بعملية جدية قبل المتعة والمرح في تقنيات الورشة واحرتام قيمها، أوالتعريف برواد هذه المهنة وإعطاء القدوة بهم من أجل التحفيز يشكل ذلك نوع من علاج أو مضاض لإحرتاف بعض سلوكيات الأجيال الشابة من الأطفال عموما وتلاميذ المدارس، بعيدا عن التأطري المدرسي والأكادميي والأسري.



البرنامج التعليمي لورشة غوتنبورغ
المرحلة الأولى
تمهيد الطفل لأعمال الورشة
البعد التاريخي للورق والمطبعة
تعريف بأنواع و أحجام الورق وتدويره
حصة الرسم الحر
المرحلة الثانية
بناء قصة قصيرة مصورة
لوحة تصميم الكتاب
تطبيق القصة على كناش الكتاب
خياطة الكناش
المرحلة الثالثة
صناعة غلاف الكتاب
تجميع مكونات الكتاب
اللمسة الحرفية النهائية
تسليم الكتاب

الوسائل التعليمية لورشة غوتنبورغ
لتبسيط وسائل وسبل التعلم، تم تصميم مراحل عملية صناعة الكتاب ووثائق معارفية تحتوي على نبذة من تاريخ الحرفة، وتم أيضا إنتاج المواد التعليمية بطريقة بسيطة وذكية و تم تجميع الوحدات في حقيبة ديتاكتيكية يعتمد عليها المدرب في التكوين. بحيث كل حقيبة يأيت معها دليل الاستعمال لتبسيط عملية نشر هذه الورشة بطريقة سهلة ورسيعة.
مكونات الحقيبة :
وثائق تاريخية لصناعة الورق عند الصينيين القداما.
وثائق تاريخية لإخرتاع المطبعة.
وثائق تاريخية لسرية غوتنبورغ.
المراحل المتسلسلة لصناعة كتاب.
البرنامج التعليمي الخاص بالورشة.
أدوات مكتبية المستعملة في نشاط الورشة.
مرحلة الاختبار لورشة غوتنبورغ

ما يميز حاملي شهادة هذا العمل هو التمكن من السيطرة على الأدوات المستعملة وكذلك مدى استيعابهم للوثائق الثقافية المصحوبة بالبرنامج. يجب على المدرب أن تتوفر لديه القدر على الإجابة على معظم أسئلة المتدربين، ومن هنا تأتي ضرورة إستيعاب المدرب أولا لتلك الوثائق، و في المقابل على المتدرب أن ينجح في جميع مراحل التكوين للحصول على الشهادة.
تحتوي الشهادة على خمس علامات حسب خمس مواد تعليمية، ولا بد من المدرب الحصول على هذه الشهادة الأولى بخمس علامات، قبل شهادة المدرب الخاصة به.